الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية بعد كشف نائب رواية جديدة لأحداث بنقردان.. الداخلية والدفاع والمجلس «يتحفظون» على الردّ

نشر في  16 مارس 2016  (13:58)

تفاصيل هامة كشفها النائب عن الإتحاد الوطني الحرّ بمجلس نواب الشعب عن دائرة مدنين طاهر فضيل بخصوص عملية بن قردان الاخيرة، رواية جاءت متناقضة مع ما تم تداوله طيلة أسبوع عن وجود خلايا نائمة ببن قردان، حيث أكد فضيل أنه كان على علم بالهجوم الارهابي قبل 48  ساعة، وأن المعطيات التي كان يملكها كان بإمكانها تجنيب معتمدية بن قردان العملية الإرهابية الأخيرة. وذكر أنه تلقى معلومات تفيد بتأهب مجموعات ارهابية لدخول تونس.
وأضاف أن أحد الثقات من أهالي المناطق الحدودية اتصل به وأعلمه أنّ أحد معارفه في ليبيا أكّد له أنّ خطرا داهما على تونس يتمثّل في تحرك خمس سيارات لدواعش على الخط الحدودي قرب الجدار العازل الترابي، وأن هؤلاء تمركزوا في البداية قرب بئر لحيمر الذي يقع  6 كلم قبل الجدار العازل من الجهة الليبية، وهناك تمكنوا من اختطاف راعي أغنام سوداني حتى يدلهم على مكان تمركز الجيش التونسي وراء الجدار، وأضاف النائب أن الدواعش توغلوا في اتجاه الساتر الترابي وظلوا يرصدون التحركات الامنية الى حين تمكنوا من التوغل في العمق التونسي وتحديدا في اتجاه بن قردان، مؤكدا أنهم تمكنوا من اجتياز 65 كلم دون أن يعترض سبيلهم احد .
من جهة اخرى كشف النائب طاهر فضيل أن شخصا اتصل بقبيلة «الصيعان» الليبية القريبة من المكان وسأل هل تم رصد سيارات تابعة للدواعش فأجابه قياديو القبيلة بأنّهم رصدوا 3 سيارات تمت ملاحقتها، إحداها معطبة واثنتان غادرتا نحو تونس، مؤكدا أن عدد سيارات الدواعش التي تمكنت من دخول تونس عبر اختراق الجدار العازل هي  7  .
وكشف النائب أن راعيي اغنام تفطنا الى وجود حاويات بنزين فارغة والى مخزن لسلاح كلاشنكوف فما كان منهما سوى ان اقتقيا الأثر ووجدا سيارات ليبية فقاما بالابلاغ عنها لتنطلق عمليات المطاردة.
وتحدّى النائب الذي أكد صحة روايته، الجهات الامنية أن تثبت العكس وأنه مستعد للمساءلة ونزع الحصانة عنه ان ثبت عكس ذلك، ذكر أن المعلومة وردت على الجهات الامنية قبل يومين  حيث أن صديقه الذي أفاده بالمعلومة أخبر الجهات الأمنية فورا للتصدّي لهذه السيارات .
من جهة اخرى أكد الطاهر فضيل انه اتصل برئيس مجلس نواب الشعب محمد الناصر لاخبارة بالمعلومات التي بحوزته لكن هذا الاخير رفض لقاءه، محملا اياه المسؤولية.

ردّ الجهات الرسمية

وباتصالنا بالناطق الرسمي لوزارة الدفاع بلحسن الوسلاتي رفض الردّ على تصريحات النائب مؤكدا أن الابحاث في عملية بن قردان لاتزال متواصلة، كما أفادنا أن رواية النائب لا تلزم سواه رافضا التعليق عليها .
من جهة أخرى وباتصالنا بالمكتب الاعلامي بمجلس نواب الشعب تم اعلامنا أن رئيس المجلس محمد الناصر يرفض بدوره  التعليق على تصريحات النائب طاهر فضيل وأن الموضوع تمت مناقشته داخل قبة المجلس .
وباتصالنا بالمكلف بالاعلام صلب وزارة الداخلية أكد بدوره أن الوزارة تحترم النائب الطاهر فضيل وكل نواب مجلس الشعب مضيفا أن كل شخص يتحمل مسؤولية تصريحاته وأن ما صرح به النائب المذكور يلزمه لوحده.
من جهتنا نؤكد أنه مهما كانت نسبة الصحة من عدمها في تصريحات النائب عن الإتحاد الوطني الحرّ بمجلس نواب الشعب عن دائرة مدنين طاهر فضيل، فإنّه كان من الأحرى تسليم هذه المعطيات والمعلومات الى الجهات الامنية المسؤولة عوض الحديث فيها على الملأ، فإبراز نقاط ضعف الشريط الحدودي هو بمثابة تمرير رسالة من شأنها أن تخدم الدواعش وضدّ مصلحة الوطن وتساهم في رفع معنوياتهم النفسية والاعلامية، فما الفائدة من كل هذه التصريحات بعد وقوع العملية ؟ سؤال نوجهه الى النائب الذي وعلى ما يبدو اراد لعب دور بطولي بعد فوات الأوان .

اعداد: سناء الماجري